هذا الكتاب هو كتاب كيمياء بامتياز ، كيمياء التقاء الصورة بالكلمة ، الروح التي تسري في الكلمات بالجسد المتجلى على صفحات الفضاء اللامحدود الممتد على كل احتمالات الوجود ، على أديم الورق كما على أديم الشاشات .هذا الكتاب هو تجربة أخرى في العشق ، عشق الفن حين يتجلى في صور فوطوغرافية تتجاوز العادي لتصب في نهر الابداع التشكيلي بمختلف تجلياته .الصورة هنا تتحول من اطار التسجيل الى اطار التعبير الفني . فالمرأة الموجودة فيها تمتلك من صفات الجمال ما أهلها لتكون أيقونة له، والعين الملتقطة لها ، عين آلة التصوير تحولت في لحظة الالتقاط الى عين سحرية تتوفر على كل قدرات الابداع الفني
من هنا تأتي الكلمات المرافقة لهذه الصور في تلقائية غريبة ، أنا نفسي أتعجب من هذا الانسياب الشاعري المتدفق فيها بدون تكلف و لا صنعة ، و من قدرتها على السباحة في بحيرة الشعر الجميل . الكلمات هنا هي نشيد انشاد دنيوي ، هي تعبير عن لحظة الاندهاش لدى رؤية الفن الجميل المتجلى في كل هذا الجمال الأنثوي المرئي. نحن هنا أمام موناليزا تشكلت في غفلة من الزمن ، تشكلت تلقائيا بكل فتنتها البهية ، وحدها عين سحرية قد استطاعت القبض على بعض ملامحها، أما الباقي فظل سرا مرتبطا بصاحبة هذه الصور ، لا يمكن القبض عليه الا حين رؤيتها تمشي على الأرض .هذا الكتاب اذن هو سفر في سيرة امرأة مرسومة على صور بشكل فني بديع ، مرسومة من خلال آلة تصوير ، وليس من خلال فرشاة ، لكنها وهي قد رسمت بهذا الشكل قد تحولت، في لمحة نظر اليها ، الى لوحات فنية غاية في الجمال . طوبى لهذا الجمال و هو يجلس متربعا في صور بهية ، وطوبى لكلمات عاشقة لهذا الجمال ، و تسعى للتعبير عنه بكل ما تملك من محبة. وطوبى لقارئ ولناظر يبحث عن الجمال في الصور وفي الكلمات معا .